حرب القذافي مع الولايات المتحدة والمعركة حول ملهى "لابيل"!
اتخذت ليبيا في 3 سبتمبر 2004 خطوة في طريق "التسوية" مع الولايات المتحدة بموافقتها على دفع تعويضات بمبلغ 35 كليون دولار لأسر ضحايا ملهى "لابيل" الذي كان تعرض للتفجير عام 1986.
كان العالم قد تغير بشكل حاسم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وما تبع ذلك من غزو الولايات المتحدة للعراق واحتلاله في عام 2003، واعتقال صدام حسين نهاية العام، ولم يعد هناك أي مجال للمناورة.
التوتر بين ليبيا والولايات المتحدة كان تصاعد بشكل حاد بعد تفجير قنبلة وضعت تحت طاولة في ملهى "لابيل" في القسم الغربي من برلين الواقع تحت سيادة ألمانيا الغربية في الساعة 01:45 يوم 5 أبريل 1986.
كان جنود مشاة البحرية الأمريكية المنتشرون في القواعد العسكرية الأمريكية في ألمانيا الغربية يرتادون في العادة هذا الملهى.
التفجير أودى بحياة اثنين من العسكريين الأمريكيين هما الرقيب كينيث فورد، وضابط صف آخر بنفس الرتبة هو جيمس جوينس الذي توفى بعد شهرين من تعرضه لإصابات خطيرة.
تعرض 230 آخرين بينهم 79 من الجنود الأمريكيين لإصابات متفاوتة بعضها خطيرة وصلت حد بتر الأطراف كما قتلت في عملية التفجير امرأة تركية تدعى نيرمين هاناي.
التحقيقات توصلت إلى أن التفجير نجم عن عبوة بلاستيكية تزن حوالي اثنين كيلو غرام مع مسامير وضعت تحت طاولة بجانب حلبة الرقص، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في قبو تحت المرقص.
الولايات المتحدة بعد النظر في تورط عدة أطراف اتهمت ليبيا بتفجير ملهى "لابيل". التفجير كان وقع بعد شهر واحد من مواجهة مسلحة بحرية في المتوسط بين الولايات المتحدة وليبيا أغرقت خلالها البحرية الأمريكية زورقين صاروخيين ليبيين.
بعد 10 أيام من تفجير الملهى الليلي، نفذت طائرات أمريكية انطلقت من قواعدها في بريطانيا وأخرى من حاملات الطائرات في البحر المتوسط فجر 15 أبريل 1986 غارات على مدينتي طرابلس وبنغازي. من بين الأهداف التي قصفت منزل الزعيم الليبي معمر القذافي في معسكر باب العزيزية في قلب العاصمة الليبية. اعتبر الهدف الرئيس من الهجمات اغتيال الزعيم الليبي، إلا أنه لم يصب فيما قتل حوالي 40 شخصا في هذه الهجمات الجوية.
تقارير في وقت لاحق ذكرت أن أدلة عثر عليها في ملفات جهاز أمن الدولة " ستازي" في ألمانيا الشرقية تربط تفجير الملهى بالسفارة الليبية في برلين الشرقية.
من بين الأدلة برقيات متبادلة بين السفارة الليبية في برلين الشرقية وطرابلس قال نص إحداها قبل الهجوم "انتظروا النتيجة صباح الغد"، فيما عبر نص برقية أخرى أرسلت بعد الهجوم عن نجاح العملية. إثر ذلك جرى اعتقال خمسة مشتبه بهم عام 1996.
محكمة ألمانية انتهت جلساتها في عام 2001 أدانت أربعة من هؤلاء وهم مواطنة ألمانية تدعى فيرينا شانا قامت بوضع القنبلة داخل الملهى، وأدين زوجها السابق وهو من أصل لبناني بالقتل والمساعدة في التخطيط، كما أدين موظف فلسطين بالسفارة الليبية هو ياسر شريدي بجريمة القتل، ووصف بأنه العقل التدبر لعملية التفجير.
المحكمة أدانت أيضا دبلوماسيا ليبيا هو مصباح التير بتهمة تقديم دعم لوجستي للعملية، فيما تمت تبرئة أندريا إرموسلر، وهي شقيقة فيرينا وكانت بصحبتها أثناء زرع القنبلة داخل الملهى.
علاوة على ذلك، خلصت المحكمة الألمانية إلى أن أجهزة الدولة الليبية مسؤولة عن الهجوم لكنها أقرت بعدم وجود دليل قاطع على تورط الزعيم الليبي معمر القذافي بشكل مباشر.
في عام 2004 وافقت السلطات الليبية على دفع تعويضات بقيمة 35 مليون دولار لأسر الضحايا وللمتضررين في تفجير الملهى، إلا أن التعويضات دفعت في عام 2008 وشملت ضحايا جميع المواجهات التي جرت في الثمانينيات بين البلدين وبلغت قيمتها مليار ونصف المليار دولار. هذه التعويضات وضعت في إطار "بوادر إنسانية" بدلا عن الاعتراف الرسمي بالذنب.
بهذه الطريقة أغلقت في الظاهر الملفات القديمة بين ليبيا والغرب، إلا أن "العداوة" استمرت ولم تتوقف حتى الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي وقتله بطريقة بشعة في 20 أكتوبر 2011.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
الرواية الرسمية لمقتل القذافي والروايات البديلة!
مر على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي 14 عاما، ولا يزال الخبراء يبحثون عن دوافع الغرب الحقيقية في التدخل العسكري والإصرار على التخلص منه في تلك الفترة المتفجرة من "الربيع العربي".
مذكرات إيطالية: القذافي "لم يسمح لنا إلا بحقيبة واحدة"! في "عيد الثأر"
روت إيطالية كان عمرها 5 سنوات حين طرد في 7 أكتوبر 1970 الزعيم الليبي معمر القذافي "بقايا المستوطنين الإيطاليين"، الحادثة قائلة: "لم يُسمح لنا إلا بحقيبة سفر واحدة لكل شخص".
معركة "الوحوش الحديدية" الأولى!
في خضم معركة "السوم" الدموية التي استمرت أربعة أشهر ونصف وقتل خلالها من الطرفين، أكثر من مليون ونصف المليون شخص، دخلت الدبابات ساحة القتال لأول مرة في 15 سبتمبر 1916.
ماذا جرى للبنتاغون في 11 سبتمبر؟
تعرض مبنى البنتاغون الواقع بولاية فرجينيا للهجوم بطائرة ركاب مدنية دمرت قسما منه في 11 سبتمبر 2001. المبنى الخماسي وُضع حجر أساسه في عام 1941 في نفس هذا اليوم 11 سبتمبر.
من أين جاءت "الولايات المتحدة"؟ وكيف ظهرت "أمريكا"؟
غير "الكونغرس القاري الثاني" رسميا في 9 سبتمبر 1776 اسم البلاد إلى "الولايات المتحدة الأمريكية". الاسم الجديد حل محل "المستعمرات المتحدة" الذي كان أقره الكونغرس في 7 يونيو 1775.
القائد الذي أصر على ملاقاة ربه صائما!
تحامل على نفسه بعد أن تعرض لأربع طعنات في باحة المسجد الأموي في دمشق. نقل عل عجل إلى قصر الحاكم وطلب منه والأطباء يحاولون إسعافه أن يفطر. قال لهم: "لا لقيت الله إلا صائما".
"وا إسلاماه!".. صرخة في معركة كبرى!
في لحظة حاسمة ومعركة عين جالوت على أشدها صرخ السلطان المملوكي سيف الدين قطز قبيل الهجوم الأخير قائلا: "وا إسلاماه! يا الله! أنصر عبدك قطز على المغول".
العقيد القذافي والجنرال أوفقير و"الطريق إلى رمضان"!
ظهر معمر القذافي في الواجهة في الأول من سبتمبر 1969، يوم الإطاحة بالنظام الملكي وهو يقرأ "البيان الأول" في الإذاعة الليبية ومنها بدأ مشواره الطويل الذي امتد لأكثر من أربعة عقود.
بالصور.. مصير جرافة القذافي "الأضخم في العالم"!
ارتبط الزعيم الليبي معمر القذافي بـ"جرافات" في عدة مواقف شهيرة قاد في أحدها واحدة في 29 أبريل 1988 وهدم بواسطتها نقطة حدود "رأس جدير" بين ليبيا وتونس.
محاولة اغتيال القذافي.. اللغز الإيطالي الأبدي!
يصر مسؤولون إيطاليون سابقون من أعلى المستويات على مدى سنوات أن حادثة إسقاط طائرة أوستيكا في 27 يونيو 1980 كان نتيجة لعملية عسكرية استهدفت اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي.
هدية مدوية من القذافي تنسي وزير الخارجية الأمريكي ألم البروستاتا
بلغ فرح مسؤولي الغرب بسعي ليبيا نهاية عام 2003 إلى تسليم برنامجها النووي، حد أن وزير الخارجية الأمريكي كولن بأول كان يتصل من سريره في المستشفى بنظيره البريطاني لإبلاغه بالتطورات.
القذافي.. طعنة في الظهر من "صديق" و3 دوافع لقتله
بدأت عملية "إعدام" الزعيم الليبي معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011 بملاحقة وقصف رتله في سرت من قبل طائرات أمريكية وفرنسية وما جرى بعد ذلك من فظائع وثقته كاميرات هواتف نقالة.
التعليقات