يوسف برودسكي والسعي وراء الزمن الضائع

يصادف 24 مايو/ أيار الذكرى الـ70 لميلاد الشاعر الروسي يوسف برودسكي. لا يحتاج اسم برودسكي للتعريف... ليس فقط لحيازته على جائزة نوبل للاداب، بل ولوقوفه الثابت على منصة الشعر الروسي. فمع بداية الستينات شغل برودسكي مكانة بارزة في صف شعراء مدينة سان بطرسبورغ كآنا اخماتوفا وغيرها. وتميز شعره بنقل القوافي وتغليب الجمالية والايقاع على المعنى.

تحميل الفيديو

يصادف 24 مايو/ أيار الذكرى الـ70 لميلاد الشاعر الروسي يوسف برودسكي، الذي ولد في لينينغراد (سان بطرسبورغ)، وبدأ كتابة الشعر في سن الـ16.

المقبرة والبلد لن أختار
إلى جزيرة فايبابفسكي
سأتي للموت لا الفرار

واجهتك الزرقاء لن أجد
في الظلام،

بين سطور تتلاشى
على الأسفلت أنهار.
يغني برودسكي بهذه السطور بمسقط رأسه مدينة لينينغراد/ سان بطرسبورغ التي لم يحظ حتى بفرصة مفارقة الحياة فيها.
لا يحتاج اسم برودسكي للتعريف... ليس فقط لحيازته على جائزة نوبل للاداب، بل ولوقوفه الثابت على منصة الشعر الروسي. فمع بداية الستينات شغل برودسكي مكانة بارزة في صف شعراء مدينة سان بطرسبورغ كآنا اخماتوفا وغيرها. وتميز شعره بنقل القوافي وتغليب الجمالية والايقاع على المعنى.
ولد برودسكي في مدينة لينينغراد عام 1940 في عائلة مصور فوتوغرافي خدم في القوات البحرية السوفيتية. وصادفت طفولته حصار المدينة اثناء الحرب العالمية الثانية. ورغم عشقه لمدينة البندقية الايطالية وفلسفته الخاصة وإنتقاده لأساليب الحياة والفكر في عصره، أحب برودسكي مدينته وتغنى بها.
إستقلالية برودسكي وتمتعه بشخصية قوية لا تقبل الرضوخ، أثار امتعاض ممثلي الرقابة الايديولوجية السوفيتية فأخضع للعلاج الاجباري في مستشفى الامراض النفسية ونفي إلى منطقة ارخانغيلسك . ومن ثم طرد عام 1972 من البلاد ليعيش بقية حياته مغتربا بعد أن حرمه النظام السوفيتي حتى من رؤية والديه. عاش وعمل في نيويورك وتوفي في امريكا عام 1996 ليدفن في مدينة البندقية الإيطالية التي تغنى بها وأحبها واعتبرها وطنه الثاني..
... يمكن للمرء ان يجد في جزيرة فاسيليفسكي تمثالا على شاكلة حقيبة برودسكي التي ترك بها مدينته، تمثال متواضع صغير ولكنه يعبر عن الإغتراب وحلم العودة.