بونابرت بين قفص تيمورلنك الحديدي وسم الفئران!
اعتقد نابليون بونابرت في أيامه الأخيرة بمنفاه في جزيرة سانت هيلانة أنه يعاني من مرض السرطان الذي كان قضى على والده في سن مبكرة، إلا أن شبهات موته متسمما لا تزال قائمة حتى الآن.
بونابرت بقي صلبا حتى النهاية ولم يستسلم لمصيره. بعد هزائم وانكسارات مريرة أولى نفاه البريطانيون في 6 أبريل 1814 إلى جزيرة إلبا في البحر المتوسط إلا أنه هرب وعاد إلى مقارعتهم. لاحقا بعد هزائم أخيرة اضطر إلى التنازل عن العرش للمرة الثانية واستسلم للبريطانيين في 15 يوليو 1815.
في هذه المرة قرر البريطانيون نفيه بعيدا عن أوروبا، فأرسل إلى جزيرة سانت هيلانة في المحيط الأطلسي والتي تبلغ مساحتها 122 كيلو مترا مربعا.
حين علم بونابرت بأنه سينفى إلى هذه الجزيرة الواقعة على بعد 1800 كيلو متر غرب القارة الإفريقية صرخ قائلا: "هذا أسوأ من قفص تيمورلنك الحديدي! أفضل أن يتم تسليمي إلى البوربون.... الحكومة تدوس على عادات الضيافة المقدسة... هذا يعادل توقيع حكم الإعدام".
غادر نابليون الأول أوروبا إلى الأبد مع حاشية تتكون من 27 شخصا. وضعه البريطانيون تحت حراسة مشددة في منزل على هضبة جبلية على بعد 8 كيلو مترات من ميناء "جيمستاون" بجزيرة سانت هيلانة.
في السنوات الأولى من نفيه، بقيت الآمال تراود نابليون في تغيير الواقع واستعادة مجده الضائع، إلا أن هذه الأماني خبت مع معاناته من أعراض نقص الوزن وثقل في المعدة وضيق التنفس وصداع شديد.
بنهاية عام 1819، اشتد مرضه وتحولت بشرته إلى اللون الرمادي. خبا التوهج في عينيه وبدأ يفقد اهتمامه بما يدور حوله، وكان يعاني من الإسهال وآلام في البطن وعطش شديد للغاية، إضافة إلى تورم الساقين ونوبات إغماء.
فرانسوا كارلو أنتوماركي، طبيبه الخاص كان يعتقد أن سيده يعاني من التهاب الكبد، في حين ظن هو أنه مصاب بسرطان المعدة، المرض الذي كان قضى على والده وشقيقته، في حين انتشرت بين أنصاره شكوكا بأنه تعرض للتسمم.
بحلول مارس 1821، لم يعد بونابرت يقوى على النهوض من سريره، وكان يمضي وقته محدقا في تمثال نصفي لابنه وضع أمامه. مع سوء حالته بدأ الإمبراطور المخلوع في كتابة وصيته.
فارق نابليون بونابرت الحياة مساء يوم 5 مايو 1821 عن عمر ناهز 51 عاما. دفن في البداية بـ"وادي إبرة الرعي" في جزيرة سانت هيلانة، وبعد 19 عاما نقل رفاته إلى باريس ودفن في كاتدرائية تابعة لقصر "إنفاليد".
شبهة تسمم بونابرت بدأت تقوى منذ عام 1955 مع عثور عالم السموم السويدي ستان فورشوود في مذكرات لويس مارشان، حارس الإمبراطور المخلوع الشخصي، على 22 عارضا لتسممه بالزرنيخ المعدني أو ما يعرف بسم الفئران.
بعد ذلك حلل علماء بريطانيون التركيب الكيميائي لخصلة من شعر بونابرت كانت قصت في اليوم التالي لوفاته، وتبين أن تركيز الزرنيخ فيها أعلى بكثير من المعتاد.
لاحقا أجريت تحليلات مماثلة أظهرت أن نسبة الزرنيخ تجاوزت المعدل الطبيعي بأكثر من 100 مرة في بعض العينات، كما أظهر تحليل أجراه خبير السموم الفرنسي باسكال كينتز عام 2005 أن "سم الفئران" وصل إلى "نخاع الشعر"، ما يدل على أن السم دخل جسم الإمبراطور عبر الدم وليس بسبب تلوث خارجي.
بالمقابل، توصل عالم الغدد الصماء الأمريكي روبرت غرينبلات، إلى أن نابليون لم يمت بالسرطان ولا بالتسمم، بل بمضاعفات مرض هرموني حوله تدريجيا إلى امرأة. هذا العالم ذكر أن الأعراض المختلفة التي عاني منها الإمبراطور في غضون 12 عاما قبل وفاته، ناجمة عن متلازمة تسمى "زولينجر إليسون".
على أي حال، لا يوجد إجماع بين المختصين والخبراء حول سبب وفاة بونابرت، إلا أن الإمبراطور نفسه ربما سيفضل بين هذه الخيارات "سم الفئران" على "اضطراب الجهاز الهرموني".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
رسالة إلى العالم واثنتان إلى جنديين إسرائيليين!
بلسان الشاعر محمود درويش، خاطب ريتشارد غير، النجم السينمائي الأمريكي في نشاط للتضامن مع أهالي غزة الشهر الماضي، العالم عبر مقطع فيديو بالإنترنت، ونقل المأساة المتواصلة منذ عقود.
تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان "لا يُقهر"
اكتملت في 7 مايو 1954 هزيمة الفرنسيين الكبرى في فيتنام في معركة "ديان بيان فو" باستسلام جماعي لقواتهم بما في ذلك قياداتها وعلى رأسهم الجنرال كريستيان دي كاستريس.
من بنس واحد إلى ملايين الدولارات.. رحلة الطوابع البريدية الأغلى في التاريخ
لا تكمن أهمية الطوابع البريدية في أنها تحمل في طياتها ذكريات حميمة ومشاعر متنوعة، علاوة على ما تتميز به من رموز معبرة للدول المختلفة، بل إن النادر منها تصل قيمته إلى الملايين.
"سلاح السرطان" واليد الخفية!
رصد في أمريكا اللاتينية إصابة عدد من قادتها المعادين للولايات المتحدة بالسرطان، وامتد إصبع الاتهام إلى واشنطن. الشبهات زادت يعد وفاة الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز بسرطان الأمعاء.
بردعة مسامير وإيهام بالغرق.. أفظع وسائل تعذيب محاكم التفتيش!
ظهرت محاكم التفتيش بأمر من الملكين الإسبانيين فرديناند وإيزابيلا عام 1478، وكان الهدف الرئيس منها التخلص من معتنقي اليهودية والإسلام وكذلك أي معتقدات أخرى معارضة للكاثوليكية.
وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
شهد فجر يوم 31 مارس عام 1814 حدثا تاريخيا كبيرا تمثل في التوقيع على استسلام باريس. جرى ذلك في اليوم التالي لدخول القوات الروسية بقيادة القيصر ألكسندر الأول إلى أطراف المدينة.
نائب أوروبي: ماكرون يعتقد أنه نابليون بونابرت ويقود العالم إلى حرب كبرى
قال عضو البرلمان الأوروبي، السلوفاكي لوبوش بلاغا، في مقابلة مع "تاس"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتخيل نفسه نابليون بونابرت ويقود العالم إلى حرب كبرى.
قائد عربة ثمل يفسد محاولة اغتيال كبرى!
كان نابليون بونابرت يستعد ليلة 24 ديسمبر 1800 للذهاب إلى مسرح باريس لمشاهدة العرض الأول لأوبرا الخلق للموسيقي الشهير جوزيف هايدن، وكانت مجموعة من المتآمرين قد خططت لمنعه من ذلك.
إمبراطور الحروب.. مليون قبلة لاهبة كخط الاستواء و3 كلمات على فراش الموت!
كانت جوزيفين مع جمالها المميز وغنجها أكبر سنا من نابليون بونابرت، إلا أن الجنرال أحبها بقوة وتردد طويلا في تطليقها على الرغم من خياناتها المتكررة.
حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب "أم الدنيا"
تبدو الصورة الشائعة عن نابليون بونابرت في حملته على مصر "1798 – 1801" متناقضة. هذا الغازي كان له دور هام في إزالة الغبار عن حضارة مصر الفرعونية، وكان في نفس الوقت عنيفا ودمويا.
التعليقات