مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

26 خبر
  • 90 دقيقة
  • كأس أمم إفريقيا 2025
  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا
  • 90 دقيقة

    90 دقيقة

  • كأس أمم إفريقيا 2025

    كأس أمم إفريقيا 2025

  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

    خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

  • فيديوهات

    فيديوهات

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • فيديوهات الذكاء الاصطناعي

    فيديوهات الذكاء الاصطناعي

لغز مومياوات شقراوات في الصحراء الصينية!

في أعماق صحراء تكلامكان القاسية، حيث تلفح الرياح الحارة الوجوه وتموج الكثبان الرملية كبحر ذهبي متجمد، يختبئ تحت الرمال لغز طالما حيّر عقول العلماء والمؤرخين.

لغز مومياوات شقراوات في الصحراء الصينية!
CC BY 2.0 / Michael Kan / Mummified infant son of "Ur-David"

مومياوات ببشرة بيضاء وشعر بني وبعضها أشقر، ترقد في سكون أبدي منذ آلاف السنين. إنها ليست الصحراء المصرية ولا مناطق الإنكا والمايا في أمريكا الوسطى، بل هي صحراء شاسعة في أقصى غرب الصين، في منطقة تُعرف بوادي تاريم.

هنا، بفضل المناخ الجاف الحار وملوحة التربة الصخرية، حُفظت هذه الأجساد بشكل مذهل، لتبقى شواهد حيّة على فصل منسيّ من تاريخ البشرية.

تظهر المومياوات بملامح قوقازية واضحة، جبهات عريضة، أنوف طويلة، عيون عميقة، وشعر فاتح يظهر في بعض الأحيان في شكل ضفائر مرسلة بأناقة. بعضها يحمل وشوما معقدة على الجلد، والبعض الآخر يرتدي ملابس منقوشة بأنماط مربعة تشبه نسيج "الترتان" السلتي الأوروبي. إنهم لا يشبهون أيا من السكان المحليين المعاصرين أو القدماء المعروفين في المنطقة، وكأنما انتقلوا فجأة عبر الزمان والمكان من سهول أوروبا إلى قلب آسيا.

لا تقتصر المفاجأة على المظهر الخارجي فقط، بل تمتد إلى تفاصيل ثقافتهم المادية الغنية. في أحد المدافن التي يعود تاريخها إلى حوالي 3800 عام، وجدت سيدة أُطلق عليها اسم "جميلة لولان"، وهي مستلقية بهدوء كأنما غُفت لتوها، يحيط بها قماش بديع وأعشاب منسوجة وسلة تحتوي على حبوب. بالقرب منها، وُضع مشط كما لو استعدت اترسيح شعرها الفاتح. في مكان آخر، رقد رجل عجوز طويل القامة يدعى "تشيرشن" بجلد موشوم، وبجانبه طفل رضيع محنط تغطي عينيه أحجار مزخرفة، محاطا بعشرات الأدوات الطقسية. الأكثر إثارة للدهشة هو العثور على سلة من الجبن في أحد القبور، ما يكشف عن معرفة متطورة بتربية الحيوانات ومنتجات الألبان. هذه التفاصيل كلها ترسم صورة لمجتمع مستقر ومعقد، يمتلك عقيدة وفنونا ونمط حياة متطورا، وليس مجرد مجموعة من الرحل العابرين.

من أين أتى هؤلاء؟ لطالما دارت النظريات حول أصولهم. هل هم التخاريون، ذلك الشعب الغامض من آسيا الوسطى الذي ورد ذكره في السجلات التاريخية؟ أم هم أحفاد محاربين سكيثيين جابوا السهوب؟ أم مهاجرون من الحضارة الكلتية في أوروبا؟ حاولت التحليلات الأولية ربطهم بشعوب معروفة، لكن الإجابة القاطعة جاءت من علم الوراثة الحديث.

في عام 2021، كشف تحليل الحمض النووي لمومياوات تاريم عن نتيجة مذهلة وغير متوقعة. لقد كانوا مجموعة سكانية فريدة ومعزولة وراثيًا. حوالي 72بالمئة من حمضهم النووي ينتمي إلى سلالة شمال أوراسيا القديمة، وهي سلالة انقرضت منذ زمن طويل، بينما تعود نسبة 28 بالمئة المتبقية إلى حضارات العصر البرونزي حول بحيرة بايكال في سيبيريا.

ما يلفت أكثر، وجود المجموعات الفردانية الذكرية R1a وR1b، وهي شائعة في وسط وشرق أوروبا، والمجموعات الفردانية الأنثوية C4 المرتبطة بشمال روسيا. هذا المزيج الجيني الفريد لا يشبه أي مجموعة سكانية معاصرة أو قديمة معروفة، ما يجعلهم حرفيا شعبا بلا أقارب معروفين، بقايا أثرية حية لعالم قديم ضائع.

عاش هؤلاء في واحات متفرقة بين الكثبان، حيث بنوا مساكن وربوا الماشية وزرعوا القمح والشعير. صنعوا الجبن وارتدوا ملابس صوفية محبوكة بنقوش هندسية، ودفنوا موتاهم بطقوس معقدة، حيث وضعت أغصان نبات الإيفيدرا، وهو ما يشير إلى صلات محتملة مع بلاد فارس، وأغصان الصنوبر رمزا للحياة الأبدية.

لقرون، ازدهرت ثقافتهم في صمت وسط الصحراء. ولكن، قبل حوالي ثلاثة آلاف عام، اختفت هذه الحضارة تماما من السجل الأثري. لا آثار لحروب عنيفة، ولا أدلة على كوارث طبيعية مدمرة. تلاشت ببساطة، كما تذوب الرمال تحت الريح، تاركة وراءها مقابرها ومومياواتها كشهود صامتين.

تطرح مومياوات تاريم أسئلة عميقة حول حركة الشعوب وتشابك الحضارات في عصور ما قبل التاريخ. كيف وصلت هذه المجموعة ذات الأصول الأوروبية-السيبيرية الفريدة إلى هذا الركن النائي من آسيا؟ وكيف حافظت على هويتها المعزولة وراثيا لقرون؟ وكيف انتهى بها المطاف إلى الاختفاء بهذا الشكل الغامض؟

إنها تتحدى التصورات البسيطة عن الهجرات والحدود الثقافية. أصحاب هذه المومياوات يذكرون بأن خريطة العالم القديم كانت معقدة ومتشابكة أكثر مما نتصور، وأن قصصا كاملة قد طمست تحت رمال الزمن.

اليوم، بينما تستمر الرياح في نحت وجوه الصحراء، تبقى هذه المومياوات بملامحها الأوروبية وقلبها الآسيوي، رسالة غامضة من الماضي، تحمل في جلدها المحنط واقمشتها الملّنة قصة شعب نسيه التاريخ، لكن الصحراء رفضت أن تنساه. إنهم ليسوا مجرد بقايا أثريةـ إنهم شاهد على أن عالم الأمس الذي كان مترابطا، تتقاطع فيه المصائر وتتلاقح الثقافات في طرق أكثر غموضا وإثارة مما تخيلنا.

المصدر: RT

التعليقات

اختر "الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا عام 2025"!

اختر "الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا عام 2025"!

ترتيب قادة الخليج في استطلاع "الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيراً عام 2025" حتى الآن

لأول مرة.. مروحية قتالية إسرائيلية تعترض مسيرتين أثناء محاولتهما التسلل من مصر (فيديو)

مفاجأة حزب الله.. ثغرتان عملياتيتان وجدل كبير في أعلى هرم الجيش الإسرائيلي

بيان قطري عن التطورات الأخيرة في اليمن

تطورات اليمن.. دولة الجنوب من جديد والانعكاسات الإقليمية والدولية

روسيا تعطي أوروبا درسا في القانون الدولي و"الجودو" مستغلة ثغرة عميقة

إعلام عبري: 4 ملفات أساسية سيناقشها نتنياهو خلال لقائه ترامب في الولايات المتحدة

الدفاع الروسية: تحرير بلدة في دونيتسك وإصابة مطارات وموانئ ومواقع طاقة أوكرانية