هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقتلك؟
طرح مؤلف الخيال العلمي، لاري نيفن، سؤالا افتراضيا عام 1974 في قصة غامضة: هل من الممكن ارتكاب جريمة قتل باستخدام ثقب أسود صغير؟.
قد تبدو الإجابة بديهية لمعظم الناس: نعم، فجاذبية الثقب الأسود الشديدة وقوى المد والجزر وأفق الحدث ستؤدي بلا شك إلى نهاية مدمرة. لكن دراسة علمية جديدة منشورة على منصة arXiv تشير إلى أن الأمر ليس بهذه البساطة، فالإجابة تعتمد على كتلة الثقب الأسود وحجمه.
فبينما يمكن لثقب أسود كبير أن يقتل بسهولة، فإن ثقبا بكتلة ذرة هيدروجين واحدة سيكون صغيرا جدا ليؤثر على الإنسان.
ويقول العلماء إن الثقوب السوداء البدائية - وهي أجسام نظرية يُعتقد أنها نشأت في اللحظات الأولى من الكون - تتمتع بكتل تتراوح بين كتلة ذرة إلى عدة أضعاف كتلة الأرض، وهي أصغر بكثير من الثقوب السوداء النجمية المعروفة.
ورغم عدم رصد أي ثقوب سوداء بدائية حتى الآن، فإن الملاحظات الفلكية تستبعد بعض نطاقاتها الكتلية. فمثلا، الثقوب السوداء الصغيرة جدا تختفي بسبب إشعاع هوكينغ، وهو ظاهرة نظرية تنبأ بها الفيزيائي ستيفن هوكينغ، حيث تفقد الثقوب السوداء طاقتها تدريجيا حتى تختفي. أما الثقوب السوداء الضخمة تؤثر على الضوء القادم من النجوم، ويفترض أن تسبب تأثيرا يعرف باسم "عدسة الجاذبية"، حيث تعمل جاذبيتها القوية على ثني ضوء النجوم البعيدة أثناء مروره بجوارها.
لكن لم يرصد أي من هذه التأثيرات، ما يشير إلى أن مثل هذه الثقوب السوداء إما نادرة جدا أو غير موجودة على الإطلاق.
اكتشاف الثقب الأسود "الأكثر شراهة" على الإطلاق
وتشير بعض النظريات إلى أن الثقوب السوداء البدائية قد تكون مصدر المادة المظلمة، وفي هذه الحالة، فإن قيود الرصد تحدد كتلتها في نطاق يعادل نطاق كتلة الكويكبات.
وتركز الدراسة على تأثيرين رئيسيين يمكن أن يجعلا الثقوب السوداء البدائية قاتلة:
- قوى المد والجزر: كلما اقترب جسم من كتلة ضخمة، زادت قوة جاذبيتها عليه. وإذا كان الثقب الأسود صغيرا جدا، فإن تأثير هذه القوى سيقتصر على منطقة ضيقة. وبالنسبة للثقوب السوداء ذات كتلة الكويكب، التي يقل قطرها عن ميكرومتر، فإنها ستحدث ضررا موضعيا محدودا، يشبه إلى حد ما وخزة إبرة.
لكن إذا مرّ الثقب الأسود عبر الدماغ، فقد تكون العواقب مميتة. إذ يمكن لقوى المد والجزر أن تمزق الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى الوفاة. وتشير التقديرات إلى أن فرق قوة بين 10 إلى 100 نانو نيوتن قد يكون قاتلا، لكن ذلك يتطلب ثقبا أسود في الحد الأعلى من نطاق الكتلة المدروسة.
- الموجات الصدمية: عند اختراق ثقب أسود صغير لجسم الإنسان، فإنه يولد موجة صدمية تنتشر عبر الأنسجة، ما يؤدي إلى إتلاف الخلايا ونقل طاقة حرارية مدمرة.
ورغم أن هذه الفرضية مثيرة في الخيال العلمي، فإن احتمالية حدوثها في الواقع تكاد تكون معدومة. وحتى لو كانت الثقوب السوداء البدائية ذات كتلة الكويكب موجودة، فإن كثافتها الضئيلة في الكون تجعل فرصة اصطدام أحدها بشخص ما خلال حياته أقل من واحد في 10 تريليون.
المصدر: ساينس ألرت
إقرأ المزيد
محاكاة مذهلة تكشف أسرار الثقوب السوداء
طوّر فريق من العلماء محاكاة دقيقة تكشف كيف تنتج الثقوب السوداء، بشكل طبيعي، عروضا ضوئية رائعة يمكن رصدها عبر الكون، حتى من مسافات تمتد لعدة مليارات من السنين الضوئية.
"زر التدمير الذاتي".. سيناريو كارثي لنهاية الكون
كشف فريق من علماء الفيزياء عن أحد سيناريوهات نهاية الكون الأكثر تدميرا على الإطلاق: "زر التدمير الذاتي للكون"، الذي يسمى "اضمحلال الفراغ الزائف".
أجسام فضائية غير مرئية قد تخترق عالمنا وتمر عبر أجسادنا دون أن نشعر!
تعد الثقوب السوداء من أكثر الأجسام عنفا وغموضا في الكون، وقد تبدو الفكرة مرعبة، إلا أن آلافا من هذه الفراغات الكونية قد تمر من خلال منزلك في هذه اللحظة ذاتها.
اكتشاف نظام كوكبي يتحرك بسرعة تفوق ضعف سرعة النظام الشمسي!
اكتشف علماء الفلك نجما يتحرك بسرعة هائلة عبر مركز مجرتنا، ومعه كوكب يدور حوله. وإذا تأكد ذلك، فسوف يسجل الثنائي رقما قياسيا لأسرع نظام كوكبي خارجي معروف.
اكتشاف مصدر جديد للأشعة الكونية
اكتشف الباحثون مصدرا غير متوقع للأشعة الكونية يتمثل في النفاثات الضعيفة الصادرة من "الميكروكويزارات" ( أنظمة النجوم الثنائية التي تحتوي على ثقب أسود).
تتبع إشارة غامضة في الفضاء واكتشاف مصدر غير متوقع لها!
تمكن العلماء من تتبع إشارة راديوية قوية قادمة من أعماق الفضاء إلى مصدرها، ما تركهم مذهولين بما اكتشفوه، حيث تتحدى النتائج النظريات الحالية حول أصل هذه الظواهر الكونية الغامضة.
رصد "وحش ضخم" يلتهم جزءا كبيرا من مجرته!
اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) ثقبا أسود ضخما يبدو أنه وصل إلى حالة من السبات بعد أن ابتلع كمية هائلة من المادة من المجرة التي يقطنها.
اكتشاف نجم مزدوج لأول مرة بالقرب من الثقب الأسود في مركز مجرة درب التبانة
أعلن المرصد الجنوبي الأوروبي أن العلماء اكتشفوا لأول مرة نجما مزدوجا بالقرب من الثقب الأسود الرامي A* (Sagittarius A*) في مركز مجرة درب التبانة.
التعليقات