اكتشاف 85 بحيرة "نشطة" تحت جليد أنتاركتيكا
اكتشف العلماء مؤخرا 85 بحيرة مخفية تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، ليضيفوا بذلك فصلا جديدا إلى فهمنا لهذا العالم الجليدي الغامض.
وهذا الكشف المهم الذي تم عبر تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية على مدى عقد كامل، لا يقتصر على كونه إنجازا علميا فحسب، بل يحمل دلالات عميقة حول مستقبل كوكبنا.
Hidden beneath Antarctica’s ice, scientists have identified 85 new subglacial lakes using @esa_cryosat data.
— ESA Earth Observation (@ESA_EO) September 19, 2025
Subglacial lakes influence glacier mobility and stability, which can affect sea-level rise, and monitoring them and their cycles adds valuable data for climate models.… pic.twitter.com/XGg883qieB
#Eighty-five new subglacial lakes have been identified beneath Antarctica, increasing the known total by over 50%. These dynamic water bodies play a key role in ice sheet stability and sea level projections. @esa @NatureComms https://t.co/oadS3Akwc3 https://t.co/9GJfIpP5Ll
— Phys.org (@physorg_com) September 21, 2025

تفتت أكبر جبل جليدي في العالم!
وما يميز هذه البحيرات المكتشفة حديثا هو طبيعتها "النشطة"، حيث أنها لا تبقى على حالها، بل تمر بدورات متكررة من الامتلاء والتفريغ، ما يؤدي إلى تغير مستمر في حجمها وشكلها على مدى الأشهر والسنوات. وهذه الديناميكية غير المتوقعة تحدث تحكم طبقات الجليد السميكة، وتكشف عن نظام هيدرولوجي تحت جليدي أكثر تعقيدا مما كنا نتصور.
ويقودنا هذا الاكتشاف إلى تساؤلات مهمة حول كيفية تأثير هذه التغيرات تحت الجليدية على استقرار الصفائح الجليدية فوقها. وعندما تمتلئ هذه البحيرات أو تفرغ، فإنها تعمل مثل نظام تزييت طبيعي تحت الجليد، حيث تسهل انزلاق الكتل الجليدية فوق الصخور الأساسية، ما قد يسرع من حركة الجليد نحو المحيط، وبالتالي يؤثر على مستويات سطح البحر عالميا.
وكان التحدي العلمي الذي واجه العلماء كبيرا، فمراقبة هذه العمليات تحت آلاف الأمتار من الجليد مهمة بالغة الصعوبة. قبل هذه الدراسة، كان العلماء قد تتبعوا 36 دورة كاملة لامتلاء وتفريغ البحيرات تحت الجليدية حول العالم، وقد أضافت هذه الأبحاث 12 دورة جديدة إلى هذا السجل، ما يمثل تقدما مهما في قدرتنا على فهم هذه الظاهرة.
Breaking! 👇🧊🌊
— ESA's CryoSat mission (@esa_cryosat) September 19, 2025
A whopping 85 new subglacial lakes have been spotted under Antarctica's ice sheet, thanks to CRYOSAT! 😊💅 https://t.co/LiGoUJ7Rlt pic.twitter.com/hKUgdQGrzX

اكتشاف مجاري أنهار قديمة تحت جليد شرق أنتاركتيكا
وتمكن العلماء من تحقيق هذا الكشف بفضل القمر الاصطناعي Cryosat-2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والمزود بتقنية رادار متطورة قادرة على رصد تغيرات طفيفة في ارتفاع السطح الجليدي، حتى تلك الناتجة عن حركة المياه في الأسفل.
وتكمن الأهمية الحقيقية لهذه الاكتشافات في تجاوزها مجرد زيادة عدد البحيرات تحت الجليدية المعروفة، حيث تمثل إضافة نوعية حاسمة لنماذج التنبؤ بتغير المناخ. فالنماذج الحالية المستخدمة لتقدير مساهمة الصفائح الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر تفتقد إلى عامل حيوي يتمثل في ديناميكيات المياه تحت الجليدية. وبدمج هذه البيانات الجديدة حول مواقع البحيرات وتغير أحجامها ودورات تفريغها وامتلائها، ستصبح التوقعات المستقبلية أكثر موثوقية ودقة، ما يمكن العلماء من رسم صورة أوضح لمستقبل ارتفاع منسوب البحار.
في المقابل، توجد بحيرات تحت جليدية مستقرة، مثل بحيرة فوستوك الشهيرة، التي تحوي كميات هائلة من المياه ولكنها لا تمر بهذه الدورات من الامتلاء والتفريغ. وهذا الاختلاف يثير تساؤلات حول العوامل التي تحدد استقرار هذه الأنظمة المائية تحت الجليدية.
ويذكرنا هذا الاكتشاف بأن فهمنا للقارة القطبية الجنوبية ما يزال في بدايته، وأن كل طبقة من الجليد تخفي تحتها عالما معقدا يؤثر بشكل مباشر على مستقبل مناخنا.
المصدر: لايف ساينس
إقرأ المزيد
محرك خفي وراء تسارع ذوبان "جليد يوم القيامة"
اكتشف علماء من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين دوامات مائية قوية، تعادل في طاقتها الأعاصير، تعمل على إذابة جليد ثويتس (جليد يوم القيامة) في القارة القطبية الجنوبية من الأسفل.
القارة القطبية الجنوبية على وشك الانهيار
يحذّر علماء من جامعة باريس من كارثة مناخية تلوح في الأفق. فبحلول عام 2300، قد ينهار أكثر من نصف الجروف الجليدية في القطب الجنوبي، ما سيؤدي إلى ارتفاع كارثي في منسوب مياه البحار.
الكشف عن سر في البحر الأحمر
شهد البحر الأحمر تحولا جذريا في تاريخه الجيولوجي، حيث تحول من بحر متصل بالبحر المتوسط إلى حوض ملحي مقفر، قبل أن يعود ليكون نظاما بحريا مزدهرا كما نعرفه اليوم.
ارتفاع صادم في عدد الأيام شديدة الحر في عواصم العالم مقارنة بتسعينيات القرن الماضي
كشف تحليل جديد أن أكبر عواصم العالم تشهد الآن زيادة بنسبة 25% في الأيام الشديدة الحر سنويا مقارنة بتسعينيات القرن الماضي.
العلماء يحذرون: انهيار شبه كامل للشعاب المرجانية في الأطلسي مع منتصف القرن
اكتشف فريق دولي من علماء المحيطات والمناخ أدلة على أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى تدمير أكثر من 70% من الشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي بحلول منتصف هذا القرن.
انبعاثات الميثان تنخفض في الدول المتقدمة بينما تتضاعف في آسيا وأوقيانوسيا
درس علماء المناخ انبعاثات الميثان على مستوى كل دولة على حدة خلال أعوام 1990-2023 واتضح أنها انخفضت بشكل حاد في الدول المتقدمة، لكنها تضاعفت تقريبا في الدول الآسيوية وأوقيانوسيا.
تيار الأطلسي في خطر.. تغير المناخ يرفع احتمالات كارثة بيئية
بدأ العلماء يدقون ناقوس الخطر، لأنه إذا استمر انهيار التيار الأطلسي الحرج، فسيتعين على البشرية خفض انبعاثات الوقود الأحفوري بشكل كبير لتجنب كارثة بيئية في المستقبل.
التعليقات