أول مرة في تاريخ الطب.. تقنية ثورية تكشف أين تذهب كل حبة دواء في جسم الإنسان
تمكن فريق بحثي أمريكي من تطوير تقنية تصوير ثورية تكشف - ولأول مرة في تاريخ الطب - الخريطة الخلوية الكاملة لمسار الدواء داخل الجسم الحي.
وهذه التقنية المتطورة تزيح الستار عن أحد أعمق ألغاز علم الصيدلة: أين يذهب الدواء حقا بعد تناوله، وأي الخلايا يستهدفها بالضبط داخل أعضائنا المختلفة.
vCATCH is a volumetric tissue labeling technique enabling cellular-resolution mapping of covalent drug targets throughout the entire mammalian body @CellCellPress @liye_tsri @Scrippsresearch @hhmi_science @ZhengyuanP @VerinaLeunghttps://t.co/8BhS8XkA2a pic.twitter.com/6FEnomPsnp
— Waggoner Lab (@LabWaggoner) December 24, 2025
How to locate a drug through the entire body.
— Niko McCarty. (@NikoMcCarty) December 23, 2025
A new technique, vCATCH, was used to visualize where cancer drugs bind throughout an entire mouse at single-cell resolution. This seems like a useful way to figure out why some drugs cause unintended side effects, or to refine drugs… pic.twitter.com/azzl3XdTA9
ويقف البروفيسور لي ييه، الباحث البارز في معهد سكريبس للأبحاث ومعهد هوارد هيوز الطبي، أمام هذا الإنجاز التاريخي موضحا: "لطالما عشنا في ظلمة علمية في ما يتعلق بمصير الأدوية داخل الأجسام الحية. وحتى اليوم، كنا نعتمد على تخمينات مستنيرة عند محاولة فهم كيفية تفاعل الدواء مع أهدافه البيولوجية. وكان الأمر أشبه بمحاولة فهم قصة معقدة من خلال النظر إلى غلاف الكتاب فقط".
This seems wow
— SciTech Era (@SciTechera) December 23, 2025
Scientists can now see exactly where drugs go, cell by cell.
Scientists at Scripps Research have developed a new imaging method called vCATCH that reveals where drugs actually bind inside the body at single cell resolution.
Until now, drug tracking could show… pic.twitter.com/QbTrIqxmLZ

"نهاية عصر الحقن".. الموافقة على إطلاق أول دواء فموي للسمنة
ولطالما اعتمدت الطرق التقليدية في تتبع الأدوية على مقاربتين رئيسيتين: الأولى تعتمد على طحن الأنسجة وتحليلها كيميائيا، والثانية تستخدم تقنيات التصوير الإشعاعي محدودة الدقة. وكلا الأسلوبين كانا يقدمان صورة ضبابية تشبه النظر إلى مدينة من خلال نافذة طائرة على ارتفاع عال، ويمكنك رؤية المعالم الكبيرة ولكنك تفقد تماما التفاصيل الدقيقة للناس في الشوارع والمباني الفردية.
وتتمثل النقلة النوعية في تقنية vCATCH الجديدة في قدرتها على الدخول إلى مستوى الخلية الفردية، حيث تعتمد على مبدأ ذكي يجمع بين كيمياء الأدوية المتطورة وعلامات التتبع الفلورية.
وتعمل التقنية بشكل خاص مع فئة "الأدوية التساهمية" التي تشكل روابط كيميائية دائمة مع أهدافها البيولوجية. ويشرح الفريق البحثي آلية العمل الدقيقة، حيث يتم أولا تزويد جزيئات الدواء بعلامة كيميائية صغيرة تشبه "الخطاف" قبل حقنها في الجسم. بينما ينتقل الدواء المعدل في مساره الطبيعي، وتبدأ عملية التتبع الحقيقية بعد جمع الأنسجة، حيث يتم معالجتها بعلامات فلورية متخصصة وجزيئات نحاسية محفزة.
فوائد مذهلة لاختيار دواء ضغط الدم المناسب منذ البداية
لكن التحدي الحقيقي الذي واجه العلماء لم يكن في تصميم النظام، بل في كيفية جعله يعمل في أعماق الأنسجة الكثيفة. واكتشف الباحثون أن بروتينات الجسم تمتص عنصر النحاس الضروري للتفاعل الكيميائي، ما يمنع الاختراق العميق للعلامات الكاشفة. وواجهتهم معضلة تقنية دقيقة تتمثل في كيفية تمكنهم من إيصال العوامل الكاشفة إلى كل خلية في الأعضاء الكبيرة مثل القلب والدماغ دون تشويش النتائج.
وجاء الحل عبر سلسلة من الدورات العلاجية المتكررة، حيث طور الفريق نظام معالجة يتضمن ثماني دورات متتالية من غمر الأنسجة في محاليل النحاس والعلامات الفلورية.
وما يجعل هذا النظام فريدا هو الاعتماد على تقنية "كيمياء النقر" الحائزة على جائزة نوبل 2022، والتي تتميز بانتقائية كيميائية عالية تمنع أي تفاعلات جانبية قد تشوش على النتائج.
وعند تطبيق هذه التقنية المتطورة على دواء "إيبروتينيب" - أحد الأدوية الشائعة لعلاج سرطانات الدم - ظهرت مفاجأة علمية كبيرة. فبينما كان من المعروف أن هذا الدواء يسبب آثارا جانبية قلبية وعائية مثل عدم انتظام ضربات القلب ومشاكل النزيف، كشفت الخرائط الخلوية الجديدة أن الدواء لا يرتبط فقط بخلايا الدم المستهدفة، بل أيضا ينتشر بشكل كثيف في الخلايا المناعية بالكبد، وأنسجة القلب العضلية، والخلايا المبطنة للأوعية الدموية. وهذا الاكتشاف يقدم لأول مرة تفسيرا خلويا دقيقا للآليات الكامنة وراء الآثار الجانبية التي حيرت الأطباء لسنوات.

أدوية يحظر تناولها مع الكحول
أما الدواء الثاني الذي خضع للاختبار، "أفيتينيب" المستخدم في علاج سرطان الرئة، فقد أكدت الخرائط الجديدة ما كان متوقعا من انتشاره الواسع في أنسجة الرئة، لكنها أضافت دقة غير مسبوقة في تحديد الأنواع الخلوية الدقيقة التي يستهدفها داخل هذه الأنسجة المعقدة.
ويقودنا هذا الإنجاز إلى عتبة جديدة في فهمنا للعلاجات الدوائية. فالتقنية لا تكتفي بكشف أسرار الأدوية الحالية، بل تفتح آفاقا واسعة لتطوير جيل جديد من العلاجات. ويخطط فريق البروفيسور ييه حاليا لاستخدام vCATCH في دراسات متنوعة تتراوح بين اختبار انتقائية أدوية السرطان للخلايا الورمية مقارنة بالخلايا السليمة، وتحليل الأنماط الخلوية التي تستهدفها الأدوية النفسية في الدماغ البشري.
المصدر: eurekalert
إقرأ المزيد
دواء شائع للهربس قد يفاقم ألزهايمر المبكر
أظهرت دراسة حديثة أن استخدام دواء "فالاسيكلوفير"، الشائع في علاج عدوى فيروس الهربس البسيط، قد يؤدي إلى تفاقم التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر في مراحله المبكرة.
دواء واعد يخفف الحكة بسرعة لدى مرضى الإكزيما
حقق دواء "نيموليزوماب" (نيملوفيو) نتائح مذهلة في تخفيف الحكة بسرعة لدى المرضى الذين يعانون من الإكزيما والحكة العقدية، وحسّن نوعية نومهم خلال أيام قليلة.
التعليقات