حرب كبرى انتهت بعبارة "أنا أموت مع وطني"!
شهد يوم 13 ديسمبر 1864 إعلان باراغواي الحرب على الإمبراطورية البرازيلية في أعقاب غزو لأوروغواي قامت به القوات البرازيلية بالتحالف مع الأرجنتين، انتهى باستسلام هذا البلد.
هذه الحرب الطاحنة التي تعد أكبر صراع عسكري متعدد الأطراف في أمريكا الجنوبية في القرن التاسع عشر، اشتعلت في ديسمبر عام 1864 واستمرت ست سنوات.
كانت منطقة أمريكا اللاتينية في القرن التاسع عشر لا تهدأ فيها الصراعات المسلحة والغزوات بين دولها المختلفة وبتدخلات من دول كبرى وخاصة بريطانيا. أوضاع أمريكا اللاتينية كانت في تلك الحقبة قريبة الشبه بما يجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط.
أطاحت البرازيل برئيس أوروغواي أتاناسيو أغيري، ولم يستطع حليفه رئيس باراغواي فرانسيسكو سولانو لوبيز الذي وصل إلى السلطة في البلاد عام 1862، التدخل لإنقاذ نظامه نتيجة لرفض الارجنتين عبور قواته لأراضيها للوصول إلى هناك.
لوبيز، الزعيم القوي الذي يوصف بالدكتاتور، كان يتوقع أن تصبح بلاده الهدف التالي للبرازيل فبادر إلى إعلان الحرب ضدها.
المؤرخون يقولون إن البرازيل لم يكن لديها في ذلك الوقت جيش نظامي على الإطلاق، وأن كل قوتها تتمثل في فرقة من الحرس الوطني للإمبراطور دون بيدرو الثاني يبلغ تعدادها 23 ألف جندي.
بالمقابل باراغواي كانت دولة متقدمة صناعيا حينها وكانت تنتج جميع الضروريات تقريبا للاستهلاك المحلي، وكان لديها جيش قوي مسلح بشكل جيد.
إحدى الروايات لتلك الأحداث ترى دورا لبريطانيا من خلف الستار، مشيرة إلى أن التاج البريطاني كان يتخوف من أن تزايد تطور باراغواي قد يشكل خطرا على مصالحها في المنطقة بما في ذلك في البرازيل، ولذلك حرضت من أجل استفزاز سلطات هذا البلد للعمل ضد باراغواي من خلال غزو أوروغواي.
بنهاية المطاف، ردت البرازيل على مصادرة سلطات باراغواي لسفينة لها كانت راسية في ميناء عاصمتها أسونسيون، وقيامها بعمليات عسكرية داخل أراضيها وأراضي الأرجنتين بتكوين ما يعرف بالتحالف الثلاثي مع الأرجنتين وأوروغواي ضد باراغواي، لذلك تسمى حرب السنوات الست تلك في الأرجنتين وأوروغواي بـ"حرب التحالف الثلاثي"، فيما تعرف في باراغواي باسم "الحرب الكبرى".
القتال في تلك الحرب الشرسة ضد قوات البرازيل والأرجنتين في بدايته كان لصالح باراغواي، إلا أن الجيش البرازيلي أعيد تأهيله لاحقا وتجهيزه بشكل جيد ما أدى إلى انتصاره في عدة معارك ضد باراغواي، ثم تمكن أوائل عام 1869 من احتلال أسونسيون، عاصمة باراغواي ذاتها.
تلك الحرب الكبرى انتهت في 1 مارس 1870 بمعركة أخيرة وقعت قرب جبال الأنديز.
المعركة الأخيرة استمرت أكثر من ساعة وهزمت فيها بقايا جيش باراغواي. رئيس البلاد ودكتاتورها القوي فرانسيسكو سولانو لوبيز قتل أثناء محاولته الهرب بالسباحة في النهر. قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: "أنا أموت مع وطني"!
باراغواي خرجت من تلك الحرب بخسائر فادحة لا تعوض. فقدت حوالي 80 بالمئة من سكانها وكان يبلغ المليون نسمة، كما فقدت أيضا 40 بالمئة من أراضيها، تنازلت عنها لصالح البرازيل والأرجنتين. البرازيل احتلت باراغواي عسكريا لأكثر من 10 سنوات، وجرى تدمير القاعدة الصناعية في البلاد وعاد اقتصادها إلى الزراعة، فيما سقطت لاحقا في هوة ضخمة من الديون الأجنبية وخاصة الأموال التي اقترضتها من بريطانيا!
المصدر: RT
إقرأ المزيد
مواجهة بين التنين الصيني وبقايا إمبراطوريتين!
استعادت الصين ماكاو من البرتغال في 20 ديسمبر 1999، كما عادت هونغ كونغ إلى سيادتها من بريطانيا قبل ذلك في 1 يوليو 1997، فلماذا مر الحدثان الكبيران بهدوء وسلام؟
من صحراء المغرب إلى فيافي الجزائر.. إيطالي ينقذ نفسه بدماء الخفافيش!
قرر شرطي إيطالي يدعى ماورو بروسبيري في عام 2004 اختبار قدرته على التحمل بالمشاركة في ماراثون الرمال بجنوب المغرب. في هذا السباق يتم قطع مسافة 250 كيلوا مترا خلال مدة ستة أيام.
"العقيد" و100 يوم من الإبادة الجماعية!
قضت المحكمة الدولية في 18 ديسمبر 2008، بسجن العقيد تينوسيت باغوسورا، القائد السابق للجيش الحكومي الرواندي، مدى الحياة بعد إدانته بارتكاب جرائم مذابح جماعية عرقية رهيبة.
خليل "نسي أن يموت"!
قدم قصة حياته بعنوان مثير هو "أنا نسيت أن أموت"، رصد في هذه السيرة الذاتية تفاصيل انحداره المرعب إلى القاع وصعوده المذهل إلى القمة.
الولايات المتحدة و"القتل خنقا في الأحضان"!
وصف خبراء الدفء المفاجئ في العلاقات الأمريكية الكوبية الذي بدأ رسميا بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 17 ديسمبر 2014 بأنه محاولة أمريكية لـ"خنق كوبا في الأحضان"!
في ذكرى اعتقال الأمريكيين لصدام حسين.. "اعيدوا العراق كما كان وسأسامحكم"!
بعد مطاردة لعدة شهور، وإغراءات بـ 25 مليون دولار، تمكن الأمريكيون في 13 ديسمبر 2003 من القبض على صدام حسين بالقرب من مسقط رأسه تكريت. الحدث اكتمل بإعدامه في 30 ديسمبر 2006.
ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
شهدت الدولة القاجارية في بلاد فارس"1789 -1925" قبل أن يطيح بها رضا بهلوي في 12 ديسمبر 1925 عملية اغتيال بملابسات مثيرة قتل فيها الشاه ناصر الدين في 1 مايو 1896.
الساحل المبتسم و"فجوة القذافي"
بعد أن أخرج بلاده من الكومنولث، أعلن الرئيس الغامبي يحيى جامع في 11 ديسمبر 2015 بلاده دولة إسلامية لتصبح الدولة الثانية في القارة الإفريقية التي تحمل هذه الصفة بعد موريتانيا .
ساعتان غيرتا مفاهيم الحرب!
بعد ثلاثة أيام من هجومهم على قطع الأسطول الأمريكي الراسية في ميناء بيرل هاربور، وجه اليابانيون ضربة قوية للأسطول البريطاني في بحر الصين الجنوبي، غيرت مفاهيم الحرب البحرية.
5 شخصيات عربية قضت في حوادث جوية
شهد عام 2024 عدة حوادث مأساوية فارقة منها كارثتان جويتان قتل في إحداهما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفي الأخرى، رئيس أركان قوات الدفاع الكيني الجنرال فرانسيس أوموندي أوغولا.
التعليقات