سفينة عالقة في الأسر وفأس وإصبع وسطى!
لم يتردد الكوريون الشماليون في الدخول في مواجهات خطيرة عديدة مع الأمريكيين بما في ذلك الالتحام الجسدي ومهاجمتهم بالفؤوس وحتى أسر سفينة تجسس لا تزال بأيديهم حتى الآن.
أشهر حادثة مواجهة جسدية بين العسكريين الأمريكيين والكوريين الشماليين جرت في 18 أغسطس 1976 حين قرر الأمريكيون بتوجيه من الأمم المتحدة قطع شجرة صنوبر في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين لأنها تعيق الرؤية.
جنود كوريون شماليون تدخلوا حين هم الأمريكيون بقطع الشجرة وطالبوا بوقف العملية لأن الشجرة "زرعها الزعيم كيم إيل سونغ". اشتد الجدل بين الجانبين وتحول إلى مواجهة استخدم فيها جنود كوريا الشمالية الفؤوس والهراوات ما أدى إلى مقتل ضابطين أمريكيين.
القوات الأمريكية والكورية الجنوبية ردت بعملية عسكرية ضخمة بعد ثلاثة أيام، وقامت بقطع الشجرة تحت حراسة مشددة من قناصة معززين بمروحيات وبحاملة طائرات!
الحادثة الثانية الفريدة من نوعها في التاريخ الأمريكي جرت في 23 يناير 1968، وأسفرت عن أسر سفينة التجسس الأمريكية "يو إس إس بويبلو" من قبل سفن وقوارب كورية شمالية معززة بالطائرات الحربية.
كانت سفينة التجسس الأمريكية في مهمة سرية قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية لرصد "الاتصالات العسكرية وأنشطة الرادار"، تحت غطاء "سفينة أبحاث بيئية".
السفينة كانت مليئة بأحدث معدات التجسس الإلكتروني، وكان طاقمها يتكون من 82 شخصا، ومهمتها الرسمية تمثلت في دراسة الحيوانات في قاع البحر، فيما تذكر مصادر أن مهمة السفينة الحقيقية هي مراقبة المنطقة وجمع المعلومات حول سفن أسطول المحيط الهادئ السوفيتي.
سفينة الاستخبارات الإلكترونية الأمريكية مسلحة فقط بمدفعين رشاشين، وقد أسرت بعد مواجهة ومطاردة حامية مع زوارق حربية كورية شمالية قتل خلالها أحد البحارة الأمريكيين وأصيب آخرون.
الأمريكيون أعلنوا أن الحادث جرى في المياه الدولية، الأمر الذي نفاه الكوريون الشماليون، حيث أشار أحد القادة العسكريين أثناء مفاوضات لاحقة مع الأمريكيين إلى أن المياه الإقليمية الكورية الشمالية يحددها الزعيم في ذلك الوقت كيم إيل سونغ، وكانت تمتد لمسافة 50 ميلا.
الكوريون الشماليون اقتادوا أفراد طاقم سفينة التجسس الأمريكية بمن فيهم القبطان لويد بوتشر وكان يبلغ من العمر 38 عاما إلى معسكر اعتقال حيث احتجزوا لمدة 11 شهرا، وقيل إنهم تعرضوا خلالها للضرب والحرمان من الطعام، وأجبروا على توقيع اعترافات بانتهاك المياه الإقليمية الكورية الشمالية.
بعد أن حصل الكوريون الشماليون على اعتذار رسمي واعتراف خطي بتجسس السفينة الأمريكية، ووعود بعدم تكرار مثل هذه الأنشطة في المستقبل، أطلق سراح الطاقم الأمريكي في 23 ديسمبر 1968 وعاد إلى بلاده.
استقبل طاقم سفينة التجسس الإلكتروني الأمريكية كأبطال في بلادهم على الرغم من الفشل في تدمير المعدات السرية بشكل كامل، كما أن قيادة الأسطول قررت توجيه اتهامات للقبطان بوتشر منها تسليم سفينة للعدو لأول مرة في تاريخ البحرية الأمريكية، وعدم تدريب أفراد طاقمه على تدمير الوثائق السرية بسرعة.
المحاكمة أوقفت بعد أن تدخل فجأة الأدميرال جون تشافي، القائد العام للبحرية الأمريكية، وأطلق سراح القبطان الذي واصل عمله في الأسطول إلى أن تقاعد، وتسنى له الوقت لنشر كتاب عن الحادثة بعنوان "قصتي" قبل أن يفارق الحياة في عام 2004 عن عمر ناهز 76 عاما.
أما السفينة الأمريكية "يو إس إس بويبلو" فقد حولها الكوريون الشماليون إلى متحف سياحي في عاصمتهم بيونغ يانغ منذ عام 1995 بعد أن نقلت إلى هناك من ميناء وونسان. السفينة بقيت مدرجة رسميا في سجلات البحرية الأمريكية، وهي القطعة البحرية الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة دولة أجنبية.
ما يلفت أن الأمريكيين احتفوا بما وصف بالشجاعة والمقاومة الخفية التي تجلت بإظهار الإصبع الوسطى في الصور التي التقطتها الدعاية الكورية الشمالية. المشكلة أن هذه الحركة لا تعني شيئا للكوريين الشماليين، وحين سئل الأسرى عنها ادعوا أنها إشارة بتمني الحظ السعيد.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
هرع لحماية الملكة فكشف شخصيتها للقتلة!
حاك المبعوث الياباني إلى كوريا، ميورا غورو، مؤامرة لاغتيال ملكة كوريا ميونغسونغ التي كانت تؤيد التحالف مع روسيا لمواجهة الخطر الياباني. السيوف خرجت من أغمادها صباح 8 أكتوبر 1874.
وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
لم تواجه الأذرع الأمريكية الطويلة التي تمتد إلى مختلف أنحاء الأرض بحزم وقوة بعد الاتحاد السوفيتي إلا من قبل كوريا الشمالية التي لم تتردد في الدخول في مواجهات معها على مدى عقود.
قصة كنوز جنرال تجرأ على غزو الأراضي الأمريكية!
تملص الجنرال المتمرد المكسيكي الشهير بانشو فيا بمهارة من أعدائه، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي يئست من مطاردته وأوقفت حملتها للبحث عنه في 28 يناير 1917.
الأسلحة الذكية المتمردة ومخاطر المستقبل!
تشير الدلائل إلى أن الذكاء الاصطناعي تزايد استخدامه في ميادين المعارك في السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عديدة أهمها قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات وبكفاءة عالية.
محاولة اغتيال القذافي.. اللغز الإيطالي الأبدي!
يصر مسؤولون إيطاليون سابقون من أعلى المستويات على مدى سنوات أن حادثة إسقاط طائرة أوستيكا في 27 يونيو 1980 كان نتيجة لعملية عسكرية استهدفت اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي.
القبطان "لا أحد" و" نوتيلوس" وحقيقة التخاطر عن بعد!
ما الذي يمكن أن يجمع بين الفن والأدب والسلاح؟. قد يعتقد البعض أن الاثنين الأولين يختلفان عن الثالث، إلا أن الغواصة "نوتيلوس" جسدت مثل هذا الاجتماع لمجالات مختلفة ومتباعدة.
مقاتلات "ميغ" تعطل طلعة أمريكية قتالية إلى فيتنام!
جرت وقائع إحدى حوادث التماس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مطلع يوليو عام 1968، باعتراض طائرات سوفيتية من طراز "ميغ 17 " لطائرة ركاب أمريكية انتهكت المجال الجوي للبلاد.
خطأ تقني كاد يطلق إشارة فناء البشرية
كان التحذير من هجوم سوفيتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر 1979 مرعبا إلى درجة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي كتب قائلا: "أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا"!
"ملائكة السماء تحرس زعيما ملحدا" من مئات المحاولات الأمريكية لاغتياله
لم يُغظ أحد الولايات المتحدة كما فعل فيدل كاسترو الذي حول كوبا إلى أول دولة شيوعية في نصف الكرة الغربي، ولا يزال نظامه قائما منذ عام 1959، وزاد على ذلك بأن مات حتف أنفه عام 2016.
التعليقات