جبر الخواطر في أستراليا!
عبر الأستراليون في استفتاء "صوت في البرلمان" في 14 أكتوبر 2023 عن رفضهم الشديد لاقتراح بالاعتراف بالسكان الأصليين في دستور البلاد، وتأسيس هيئة تقدم المشورة للبرلمان في قضاياهم.
في هذا الاستفتاء الذي شارك فيه 18 مليون شخص، صوّت 60.6 بالمئة منهم، أي الأغلبية في جميع الولايات الأسترالية الست، ضد التعديل الدستوري المقترح.
هذا التصويت الذي انتهى إلى الفشل، نُظم بعد 235 عاما من استيطان البريطانيين للبلاد، وبعد 61 عاما من حصول السكان الأصليين الأستراليين على حق التصويت، وبعد 15 عاما من اعتذار يوصف بأنه تاريخي ورسمي، صدر عن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود في 13 فبراير 2008.
هذا الاعتذار الذي صدر نيابة عن "الأمة" اعترف بالضرر الذي لحق بسكان أستراليا الأصليين جراء السياسات الحكومية السابقة، بما في ذلك إبعاد الأطفال قسرا عن عائلاتهم فيما يُعرف بـ"الأجيال المسروقة" في الفترة بين 1910 – 1970.
ما جرى لسكان أستراليا الأصليين خلال فترات الاستيطان الأولى كان أشد وأنكي. مورست ضدهم سياسة إبادة جماعية بمختلف الوسائل. جرى استعبادهم وأجبروا على العمل في المزارع وتم شراء نسائهم أو اختطافهن. شنت حملات ضد السكان الأصليين تم خلالها اعتقالهم وتسميمهم واقتيادهم إلى الصحراء حيث تعرضوا للموت جوعا وعطشا.
تم التعامل مع السكان الأصليين كما لو كانوا حيوانات برية. جرت مطاردتهم واصطيادهم. بعد ذلك أجبرت قبائلهم على العيش في محميات في أسوأ مناطق أستراليا القاحلة والنائية.
علاوة على كل ذلك، تعرض السكان الأصليون لأخطار الأمراض التي جلبها الأوروبيون للقارة. لم يكن لدى السكان الأصليين مناعة ضد هذه الأمراض، وكان هذا الأمر أحد أسباب انقراضهم شبه التام. بحلول عام 1921، لم يتبق من السكان الأصليين نتيجة للإبادة الجماعية الممنهجة وانتشار الأمراض، إلا حوالي 60 ألف شخص.
الهزيمة في هذا الاستفتاء اعتبرها المدافعون عن مصالح سكان أستراليا الأصليين بمثابة ضربة لـ"النضال العنيد من أجل المصالحة"، والاعتراف في هذا البلد القارة بصورتها الحديثة "البراقة" حيث لا يزال من يسمون "الأمم الأولى"، يعانون من التمييز وسوء الأحوال الصحية والاقتصادية.
سكان أستراليا الأصليون وسكان جزر مضيق توريس الواقعة بين أستراليا وغينيا الجديدة يشكلون حاليا 3.8 بالمئة من سكان هذا البلد. هم لا يزالون يعانون من التفاوت الشديد مع السكان من أصول أوروبية، ومن آثار مدمرة طويلة الأمد لسياسات الحقبة الاستعمارية. هؤلاء يعيشون ثماني سنوات في المتوسط أقل من الآخرين، والمعدلات بينهم عالية جدا بالنسبة للانتحار والعنف المنزلي وانتشار الجريمة. عمليا لا يجد سكان أستراليا الأصليين أمامهم من خيار عدا الاندماج في المجتمع الأوروبي والذوبان فيه.
الدعوة إلى هذا الاستفتاء الذي انتهى للفشل، أتت بعد أن نشر قادة السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس عريضة تدعو إلى تكريس صوت السكان الأصليين في الدستور الأسترالي. حتى هذا الأمر المعنوي لم يتحقق.
المعارضون تحججوا بأن المقترح الذي جرى الاستفتاء عليه كان غامضا بشكل متعمد، مشيرين أيضا إلى أن إدخال "العرق" في الدستور من شأنه أن يُقسم "الأمة".
الأدهى أن المعرضة أتت حتى من أقلية تنتمي إلى السكان الأصليين. هؤلاء رفضوا هذه الخطوة مطالبين باتخاذ تدابير مصالحة أكثر جوهرية بما في ذلك إبرام معاهدة مع السكان الأصليين.
هكذا وعلى مدى أجيال، سُحبت الأرض من سكانها، وحين لم يبق منهم إلا القليل، بدأ عهد جديد من المعاملة الحسنة و"جبر الخواطر".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
سر اختفاء فصل الصيف عن الأرض!
لم يكن عام 1816 مثل غيره. تعاقبت فيه الفصول بطريقة مختلفة. مرّ العام من دون فصل الصيف. في نصف الكرة الأرضية الشمالي تبعت الأمطار تساقط الثلوج ومر "الصيف" باردا ومعتما.
قصة بونابرت مع مدرس اللغة الألمانية.. "سيبقى الإمبراطور أحمقا إلى الأبد"!
وصل الإمبراطور نابليون بونابرت إلى "سانت هيلينا" في 17 أكتوبر 1815. لم تكن تلك الرحلة نزهة بحرية أو فتحا عسكريا. نقله البريطانيون إلى سجنه ومنفاه الأخير في هذه الجزيرة النائية.
جاك السفاح الذي أرعب لندن وضحك على الشرطة من قبره
وصلت إلى أيدي المحققين في العاصمة البريطانية في 15 أكتوبر 1888 "رسالة من الجحيم". المُرسل كان "السفاح جاك" الذي ارتكب سلسلة جرائم قتل وحشية في فترة عُرفت بـ"خريف الرعب".
الجاسوسة الأكثر إغراء في القرن العشرين!
توصف ماتا هاري بالجاسوسة الأكثر إغراء وغموضا في القرن العشرين. لم تكن جاسوسة عادية بل مومس للشخصيات الرفيعة وعميلة مزدوجة، يعتقد أنها لعبت أدوارا خطيرة في الحرب العالمية الأولى.
وحش بشري على بُعد آلاف الأميال من ضحيته!
كانت الفتاة الكندية القاصر أماندا تود تحلم بأن تصبح مغنية شهيرة. جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتواصل مع الآخرين ولشق الطريق إلى هدفها. هناك ترصدها "ذئب بشري".
داخل قبر لأكثر من شهرين!
كما يحدث غالبا في الكوارث، لم يتوقع أحد بين 33 شخصا من عمال منجم "سان خوسيه" في صحراء "أتاكاما" في شمال تشيلي ما سيجري لهم في 5 أغسطس 2010 على عمق 700 متر.
على أكتاف من شيد البيت الأبيض ومن هو أول ساكنيه؟
يحتوي البيت الأبيض على 132 غرفة منها 3 مطابخ منفصلة و25 حماما و16 غرفة للضيوف. وضع حجر أساسه في 13 أكتوبر 1792 وهو يتربع على قطعة أرض بمناظر طبيعية مساحتها 7.2 هكتارات.
إمبراطور مهووس باللغة العربية راقب "الموت" من ثقب برميل!
لهوسه باللغات التي أتقن العديد منها بما فيها العربية، أجرى الإمبراطور الروماني "المقدس"، فريدريك الثاني تجربة على أطفال حديثي الولادة سعيا إلى استعادة اللغة الأولى لغة "آدم".
نصائح للعرب في جلسة سرية: "تذكروا، هذه لعبة أعصاب"!
نقل الصحفي محمد حسنين هيكل نصائح من الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف للعرب تبدو ضرورية حتى الآن منها: "عليكم أن تلعبوا بحذر شديد. تذكروا، هذه لعبة أعصاب".
إشارات من "مخلوق أسطوري مُجنح"!
في تاريخ المراصد الفضائية وهي توجه عيونها وأجهزة التقطاها إلى السماوات البعيدة بحثا بما في ذلك عن إشارات قد تأتي من كائنات عاقلة، سُجلت حادثة مثيرة في مرصد أسترالي.
هل رست سفينة نوح هنا؟.. بعثة روسية تبحث عن الحقيقة
ما الذي دفعهم للصعود إلى قمة جبل "أرارات" الشاهقة في تلك الأيام من شهر أكتوبر 1829؟ وما هي الأخطار التي واجهتهم في هذه المغامرة؟ وما هي منطقة "السرج" التي وجدوها على القمة؟
التعليقات