المعركة الأخيرة مع "ديناصور" بحري!
بعد خمس سنوات من الرعب الذي بثّته في قلوب الحلفاء، انتهت أسطورة البارجة الألمانية "تيربيتز" في الثاني عشر من نوفمبر عام 1944.
تمكّن البريطانيون أخيرا من إغراق هذا العملاق البحري الذي يشبه من حيث الحجم سفينة تيتانيك الأسطورية. لم تكن "تيربيتز" مجرد سفينة حربية عادية، بل كانت كالديناصور الضخم الذي أرعب الخصوم بمجرد وجوده في مياه الشمال، رغم أن السفينة لم تُسجل أي انتصار حقيقي في تاريخها القتالي.
سُمّيت البارجة تيمّنا بالأدميرال ألفريد فون تيربيتز، مهندس "نظرية المخاطر" ومحفّز السباق البحري الألماني في مطلع القرن العشرين، والذي سعى لبناء أسطول قادر على إلحاق خسائر جسيمة بالبحرية البريطانية. لكن ظروف المعارك خانته، ولم يعد هذا التكتيك مجديا، فالحرب العالمية الأولى حُسمت على اليابسة، وتراجعت أحلام التفوق البحري.
أما البارجة "تيربيتز"، التي أُطلقت في الأول من أبريل 1939، فقد كانت وحشا بحريا بطول 254 مترا، مسلحا بثمانية مدافع عيار 380 مليمتر، بالإضافة إلى عشرات المدافع الأخرى وأنابيب الطوربيد. لكنّها، كشقيقتها "بسمارك" التي أُغرقت في مايو 1941، جاءت متأخرة جدا، فالحرب البحرية كانت قد دخلت عصر حاملات الطائرات والغواصات.
لذلك، كان مصير "تيربيتز" القتالي متواضعا بشكل مدهش. فطوال سنوات الحرب، لم تطلق قذيفة واحدة على سفينة معادية! ومع ذلك، كان وجودها في المضايق النرويجية منذ يناير 1942 كافيا لشلّ حركة الحلفاء وتهديد قوافل الإمداد المتجهة إلى الاتحاد السوفيتي.
في إحدى المرات، في مارس 1942، خرجت لاعتراض قافلة، لكنّ الضباب وسوء الطقس أحبطا مهمتها. وفي يوليو من العام نفسه، تسببت أخبار تحرّكها وحدها في تشتيت القافلة "PQ-17" وتدميرها بشكل شبه كامل من قبل قطع بحرية ألمانية، رغم أن البارجة لم تشارك فعليا في الهجوم!
ظلّت "تيربيتز" كالشبح الذي يطارده البريطانيون بلا كلل. حاولوا إغراقها بطوربيدات وغواصات الصغيرة، وفي سبتمبر 1943 تمكّنوا من إلحاق أضرار جسيمة بها بعد أن وضعوا قنابل تحت هيكلها، ما استدعى ستة أشهر من الإصلاحات.
مع إصرار الألمان على إبقائها عائمة على السطح، انتقلت إلى ميناء "ترومسو" في شمال النرويج، حيث تحوّلت إلى بطارية دفاع ساحلي ثقيلة ثابتة.
الضربة القاضية جاءت في 12 نوفمبر 1944. هذه المرة، لم تُسعف "تيربيتز" سحب الدخان أو الغيوم. أصابتها ثلاث قنابل "تالبوي" ثقيلة؛ اثنتان منها اخترقتا الدرع وأحدثتا ثقبا هائلا في جانبها، ما تسبّب في حريق وانفجار مهول في مخزن الذخيرة. خلال دقائق، انقلبت البارجة وغرقت في مياه الخليج، حاملةً معها نحو ألف بحار من أصل 1700.
الغريب أن الدفاعات الألمانية فشلت في صد الهجوم، ولم تُصب سوى قاذفة واحدة في محركها إلا أن طاقمها نَجَح في الهبوط بها اضطراريا في السويد. دفع قائد سلاح الجو الألماني في النرويج ثمن هذا الفشل بحكمٍ بالإعدام خُفّف لاحقا إلى السجن.
بغرق "تيربيتز"، زال آخر تهديد بحري حقيقي لألمانيا في شمال الأطلسي، ما سمح للحلفاء بنقل بوارجهم وحاملات طائراتهم إلى المحيطين الهادئ والهندي، حيث ساهمت في حسم المعارك ضد اليابان. هكذا انتهت أسطورة الوحش الذي أرعب البحار والمحيطات من دون أن يطلق رصاصة واحدة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
"لينين".. أول كاسحة نووية في التاريخ تشق جليد القطب وتفتتح عصر الذرة السلمي
في يومٍ بارد من بواكير الشتاء الروسي، وتحديدا في الخامس من ديسمبر من عام 1957، انزلق هيكل عملاق إلى مياه لينينغراد وبدأ مشوارا طويلا شُقت دروبه في جليد كالحجر.
شركات "القتال" الخاصة بين الأمس واليوم!
تبرز حاضرا على الساحة الدولية ما يُعرف بالشركات العسكرية الخاصة، التي تُقدّم خدمات قتالية وأمنية للدول والشركات متعددة الجنسية، وهي ليست بِظاهرة جديدة، بل لها جذور تاريخية عميقة.
الرئيس الذي أعلن بملء فمه: "أنا لست محتالا"!
بعد اثنين وخمسين عاما، لا تزال تلك الكلمات التي صدرت عن رئيس أمريكي، تتردد في الأذهان كصرخة دفاع تحولت إلى علامة على الانهيار.
هكذا سقط الأمريكيون في أكبر كمين!
لم يكن أحد من جنود الكتيبة الأولى من فوج الفرسان الأمريكي السابع، يتخيل أنهم على وشك الدخول في واحدة من أكثر المعارك شراسة في تاريخ الحرب الفيتنامية.
عندما يصبح الغباء مفتاحاً للثروة.. رجل لم يقرأ كتابا لكنه قرأ الزمن بشكل مختلف
في عالم المال والأعمال، حيث تحكم الأرقام والفرص والحسابات الدقيقة في عقول باردة، ظهرت شخصية حطمت كل قواعد النجاح وقلبت الموازين رأسا على عقب.
مذبحة بيد ملك "تعيس"!
في عيد ديني بتاريخ 13 نوفمبر 1002، قُتل المئات من الدنماركيين الذين كانوا يعيشون في المدن والقرى الإنجليزية في غضون ساعات بأمر من الملك إثيلريد الثاني الملقب بـ "غير المستعد".
أول صورة لأشهر "وحش" على الأرض!
في الثاني عشر من نوفمبر عام 1933، انتشرت موجة حماس حول أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس، حين التقط هيو غراي، وهو مواطن من بلدة فايرز الأسكتلندية، أول صورة يُزعم أنها تثبت وجود "نيسي".
101 طلقة مدفعية تحية لسلام هش!
في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918، اخترق صمت الحرب العالمية الأولى صوت طلقة مدفع واحدة.
يوم انقلاب أمريكي دام!
في 10 نوفمبر عام 1898، شهدت مدينة ويلمنغتون حادثةً استثنائية في التاريخ الأمريكي، أطيح بحكومة شرعية محلية منتخبة عبر انقلاب مسلح، تبعته هجمات أودت بحياة العشرات من السود.
أجرأ استعراض عسكري في التاريخ!
فجر السابع من نوفمبر عام 1941، لم تكن موسكو مجرد عاصمة مهددة بخطر قاتل فقط، بل كان مصير العالم بأسره معلق بها.
أبطال في الحروب.. خيول و"كلاب رحمة" وديدان متوهجة!
في كل عام، في يوم السادس من نوفمبر، يهمس صوت في ضمير الإنسانية. إنه صوت الملايين، بل المليارات، من الحيوانات والكائنات التي سقطت دون أن يكترث بمصيرها أحد.
27 ساعة من الجحيم في قصر العدل
في صباح يوم 6 نوفمبر 1985، كانت بوغوتا تستيقظ كأي يوم آخر. دبت الحياة في شوارع العاصمة الكولومبية غير عابئة بالمشاكل السياسية الثقيلة التي تراكمت حتى نذرت بالخطر.
تفاصيل "مؤامرة البارود"!
كانت إنجلترا، مطلع القرن 17، تغلي تحت رماد الصراع الديني. كانت الانقسامات بين البروتستانت والكاثوليك تشقّ المجتمع، وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، تولى جيمس الأول العرش عام 1603.
التعليقات