مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

55 خبر
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
  • كأس العرب 2025 في قطر
  • 90 دقيقة
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • كأس العرب 2025 في قطر

    كأس العرب 2025 في قطر

  • 90 دقيقة

    90 دقيقة

  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

    خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

  • فيديوهات

    فيديوهات

  • خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

    خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

"ملك التأرجح" بين أتون الحرب وأحضان مومس

اختفت طائرة قائد الفرقة الموسيقية الأمريكي الشهير فوق القناة الإنجليزية في طريقها إلى باريس، وظهر بذلك لغز محير من ألغاز الحرب العالمية الثانية.

"ملك التأرجح" بين أتون الحرب وأحضان مومس
Royal Navy / LPhot Belinda Alker

في يوم بارد من ديسمبر عام 1944، أقلعت طائرة صغيرة من طراز "نورسمان سي-64" ذات محرك واحد من مطار في إنجلترا متجهة نحو باريس المحررة حديثا، حاملة على متنها أحد أشهر وجوه أمريكا الموسيقية وهو الرائد غلين ميلر، قائد أوركسترا القوات الجوية الأمريكية.

لكن تلك الطائرة لم تصل إلى هدفها أبدا، لتبدأ واحدة من أكثر ألغاز الحرب العالمية الثانية إثارة للحيرة والجدل، لغز اختفاء "ملك التأرجح" الذي جعل الأمة بأكملها ترقص على أنغام ألحانه.

جاءت الشهرة إلى غلين ميلر متأخرة نسبيا، في سن الخامسة والثلاثين عام 1939، لكنها كانت عاصفة. فبعد تأسيسه أوركسترا للجاز في عام 1938، سرعان ما احتلت مكانا في أرقى الكازينوهات وأكثرها شعبية. ومع بدء بث أعماله عبر أثير الراديو، تحول ميلر إلى ظاهرة وطنية. كانت البلاد بأكملها تتراقص على إيقاعاته المنظمة المثيرة، وتتغنى بألحانه التي جمعت بين العذوبة والإثارة مثل "سلسلة من اللؤلؤ" و"سيريناد الوادي المشمس". لم تكن هوليوود بمنأى عن هذه العاصفة، ففي عام 1940، أنتج فيلم يضم الأوركسترا، وبيعت أسطوانة أغانيه من الفيلم بمليون نسخة. أصبح ميلر وأوركستراه رمزا للعصر، يجسد روح أمريكا المتفائلة قبل أن تغرق في أتون الحرب.

كان ميلر، برغم فنه المتميز، مختلفا عن الصورة النمطية للموسيقي. فبمظهره الأنيق وقصة شعره المنظمة ونظاراته الجميلة، بدا أقرب إلى مصرفي ناجح منه إلى عازف جاز. كان عقله إداريا وماليا صرفا، يدير نجاحه ببرودة وروح دعابة. كان يقول مازحا عن حفلاته الحاشدة: "من الملهم أن تنظر من الشرفة إلى رؤوس 7000 ألف شخص يتمايلون في رقصة، خاصة عندما تحصل على 600 دولار مقابل كل ألف منهم". إلا أن هذا الرجل المنظم والهادف واجه لحظة مصيرية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

رغم أنه كان في قمة مجده، لم يستطع "ملك التأرجح" البقاء بعيدا عن واجهة الحرب. طلب التطوع للخدمة في الخطوط الأمامية، لكن عمره كان عائقا. لم يستسلم، ووجد مخرجاً عبر انضمامه للقوات المسلحة، حيث تمت ترقيته إلى رتبة نقيب في عام 1942. هكذا تحولت أوركسترا الجاز الشهيرة إلى أوركسترا القوات الجوية الأمريكية، ترفع بموسيقاها معنويات الجنود والطلبة العسكريين.

بحلول عام 1944، وصل ميلر إلى رتبة رائد، وكانت أوروبا تشهد تحرر باريس. كانت فرقته الموسيقية متمركزة على بعد 65 كيلومترا من لندن. مع اقتراب عيد الميلاد، تلقى أعضاؤها دعوة للعزف في باريس احتفالا بالمناسبة وتكريما لقوات الحلفاء. لسبب لا يزال غامضا، قرر ميلر السفر مسبقا لوحده. في الخامس عشر من ديسمبر، صعد الطائرة النورسمان الصغيرة برفقة الطيار جيمس نوروود والعقيد بيثيل. كان الطقس قاسيا، الضباب الكثيف يلف كل شيء ودرجات الحرارة المتدنية تجعل من الطيران مغامرة محفوفة بالمخاطر. اختفت الطائرة في الضباب فوق مياه القناة الإنجليزية الباردة، دون أن تصل إلى فرنسا، ودون أن تترك أي أثر لها أو لمن كانوا على متنها.

أعلنت القوات الجوية الأمريكية في نهاية المطاف أن الرائد ميلر قد لقي حتفه على الأرجح في حادث تحطم بسبب سوء الأحوال الجوية، والذي ربما تسبب بفقدان الطيار للاتجاه أو عطل مفاجئ في المعدات. لكن هذه النهاية "الرسمية" البسيطة لم تقنع الكثيرين، وولد الاختفاء المفاجئ العديد من النظريات والروايات التي تتراوح بين المعقول والمتطرف والغريب تماما.

ظهرت رواية مثيرة قدمها الطيار السابق فريد شو، تدعي أن طائرة ميلر الصغيرة ربما كانت ضحية لنيران صديقة، حيث ألقيت قذائف من طائرات بريطانية كانت تتخلص من حمولتها فوق القناة الإنجليزية بعد مهمة ألغيت، فسقطت بالخطأ على النورسمان المسكينة. هناك رواية أكثر غرابة تروى على لسان هيرب ميلر، شقيق الموسيقي، الذي ادعى أن غلين لم يمت في حادث طيران، بل وافته المنية بسرطان الرئة في مستشفى بباريس، وتم اختلاق قصة التحطم بناء على رغبة ميلر نفسه في أن يموت "كبطل، لا على سرير مستشفى حقير".

لم تتوقف الخيالات عند هذا الحد. فالصحفي الألماني أودو أولفكوت جاء برواية مثيرة للفضول، زعم فيها أن ميلر توفي بنوبة قلبية في بيت دعارة بباريس بين ذراعي مومس، وأن القيادة العسكرية للحلفاء قررت التستر على الحقيقة حفاظا على معنويات الجنود وسمعة بطلهم. بينما ذهب صحفي آخر، هو هانتون داونز، إلى نظرية أشبه بقصص التجسس، مفادها أن ميلر وصل إلى باريس بالفعل، لكنه انخرط في مهمة سرية للتواصل مع جنرالات ألمان معارضين لهتلر لإقناعهم بمساعدة الحلفاء، إلا أنه وقع في أيدي قائد كتيبة العاصفة النازي أوتو سكورزيني، الذي قام باختطافه ربما لاستغلال شهرته في عمليات تخريبية.

تتعدد الفرضيات إلى ما هو أبعد، اغتيال بتدبير من رؤسائه الذين اشتبهوا في تجسسه، أو تحطم نتيجة عطل ميكانيكي بسبب الاستخدام المكثف في مهام غير معلنة، بل ووصل الأمر ببعضهم إلى الادعاء بأن ميلر هرب بطريقة ما إلى الاتحاد السوفيتي. مع ذلك، تظل كل هذه الروايات حكايات تفتقر إلى دليل، بنت على ظروف الاختفاء الغامضة قصصا أكثر تشويقا من تحطم طائرة في ظروف جوية سيئة.

يظل لغز اختفاء غلين ميلر قائما. فهو ليس مجرد موسيقي فقد في الحرب، بل هو رمز لأمريكا المتفائلة في لحظة تحولها إلى قوة عسكرية جبارة. اختفاؤه في ذروة مجده، في تلك الرحلة القصيرة فوق القناة، جمد صورته كأسطورة حية، لكنها غابت في الضباب. تبقى موسيقاه إيقاعها المتفائل، تتردد كذكرى لعصر، بينما تبقى نهايته الحقيقية سرا محفوظاً في أعماق القناة الإنجليزية الباردة، أو ربما في أرشيف سري لم يبح بعد بكل أسراره.

المصدر: RT

التعليقات

التعرف على المشتبه به في إطلاق النار بجامعة براون الأمريكية والكشف عن تفاصيل حياته (صورة)

الشرع يبعث ببرقية تعزية إلى ترامب

ويتكوف: محادثات برلين حققت "تقدما كبيرا" في مناقشة خطة السلام

ميلوني: على أوروبا أن تتقبل استراتيجية ترامب الأمنية الجديدة

قادة أوروبيون يعتزمون الانضمام إلى محادثات أوكرانيا في ألمانيا